responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير ابن جزي = التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : ابن جزي الكلبي    جلد : 2  صفحه : 185
إِنَّ أَصْحابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ قرأ نافع وغيره شغل بسكون الغين وقرأ عاصم وآخرون بضم الغين، عام في الاشتغال باللذات فاكِهُونَ قرئ بالألف ومعناه أصحاب فاكهة، وبغير ألف وهو من الفكاهة بمعنى الراحة والسرور فِي ظِلالٍ جمع ظل، وبالضم جمع ظلة، عَلَى الْأَرائِكِ جمع أريكة وهي السرير وَلَهُمْ ما يَدَّعُونَ أي ما يتمنون، وقيل: معناه أن ما يدعون به يأتيهم سَلامٌ مبتدأ، وقيل بدل مما يدعون قَوْلًا مصدر مؤكد، والمعنى: أن السلام عليهم قول من الله بواسطة الملك أو بغير واسطة.
وَامْتازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ أي انفردوا عن المؤمنين، وكونوا على حدة جِبِلًّا كَثِيراً الجبلّ الأمة العظيمة، وقال الضحاك: أقلها عشرة آلاف ولا نهاية لأكثرها، وقرأ عاصم ونافع جبلّا بكسر الجيم والباء وتشديد اللام، وبضمها مع التخفيف، وبضم الجيم وإسكان الباء، وهي لغات بمعنى واحد الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلى أَفْواهِهِمْ أي نمنعهم من الكلام فتنطق أعضاؤهم يوم القيامة وَلَوْ نَشاءُ لَطَمَسْنا عَلى أَعْيُنِهِمْ هذا تهديد لقريش، والطمس على الأعين هو العمى، والصراط الطريق وأنى استفهام يراد به النفي. فمعنى الآية لو نشاء لأعميناهم فلو راموا أن يمشوا على الطريق لم يبصروه، وقيل: يعني عمى البصائر أي: لو نشاء لختمنا على قلوبهم، فالطريق على هذا استعارة بمعنى الإيمان والخير وَلَوْ نَشاءُ لَمَسَخْناهُمْ هذا تهديد بالمسخ، فقيل: معناه المسخ قردة وخنازير وحجارة، وقيل: معناه لو نشاء لجعلناهم مقعدين مبطولين لا يستطيعون تصرفا، وقيل: إن هذا التهديد كله بما يكون يوم القيامة، والأظهر أنه في الدنيا عَلى مَكانَتِهِمْ المكانة المكان، والمعنى لو نشاء لمسخناهم مسخا يقعدهم في مكانهم فَمَا اسْتَطاعُوا مُضِيًّا وَلا يَرْجِعُونَ أي إذا مسخوا في مكانهم لم يقدروا أن يذهبوا ولا أن يرجعوا وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ [1] أي نحول خلقته من القوة إلى الضعف، ومن الفهم إلى البله [2] وشبه ذلك كما قال تعالى

[1] قرأ أبو عمرو وابن عامر: جبلا بضم الجيم وسكون الباء. وقرأ ابن كثير وحمزة والكسائي: جبلا بضمتين.
[2] ننكسه في الخلق: قرأ عاصم وحمزة: ننكّسه: بتشديد الكاف وقرأ الباقون بدون تشديد. وسكون النون الثانية. وفي بقية الآية: أفلا يعقلون: قرأ نافع وابن عامر: أفلا تعقلون. والباقون بالياء.
نام کتاب : تفسير ابن جزي = التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : ابن جزي الكلبي    جلد : 2  صفحه : 185
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست